Tuesday, October 11, 2005

العدالة


العدالة هي أن أركض مع حبيبتي
في أزقّة العالم
دون أن يسألني الحرّاس عن رقم هاتفي
أو هويّتي الضائعة
العدالة هي أن ألقي بنفسي في البحر الشاسع
و أنا واثق بأن أحدًا لن يمسكني من أذني
و يقودني – مرّة ثانية إلى القبر
بدعوى أن الإنتحار لا تقرّه الشرائع
و القوانين
العدالة هي أن آكل رغيفي بهدوء
أن أذهب إلى السينما بهدوء
أن أغني بهدوء
أن أقبّل حبيبتي بهدوء و أموت بلا ضجة

--

رياض الصالح الحسين-ديوان "خراب الدورة الدموية"

Monday, September 26, 2005

Futility


Move him into the sun --
Gently its touch awoke him once,
At home, whispering of fields unsown.
Always it woke him, even in France,
Until this morning and this snow.
If anything might rouse him now
The kind old sun will know.
Think how it wakes the seeds --
Woke, once, the clays of a cold star.
Are limbs so dear-achieved, are sides
Full-nerved, -- still warm, -- too hard to stir?
Was it for this the clay grew tall?
-- O what made fatuous sunbeams toil
To break earth's sleep at all?

Sunday, September 25, 2005

بيت من سُكَّر


بيتٌ من غرفةٍ واحدةٍ

واسعةٍ و بدفءِ قُبْلَة.

سريرٌ نصفُ غافٍ

يحلمُ

بنخلتيْنِ

تؤرجحانَهُ

تحتَ سقفٍ من نجوم،

خزانةٌ من خشبٍ و مرايا

تنتعِلُ

بقوائمِها الأربع

جواربُهُما المُهْمَلَة،

كنبةٌ كَسِلَة

تشاهدُ الرسومَ المتحرِّكة و تتثاءبُ

ملتحفةً بمعطفِهِ الأسود

و شالِها الملوَّن،

مكتبةٌ عجوز

تضمُّ الكُتُبَ

أطفالاً من ورقٍ

برفوفٍ كانت

في حياةٍ سابقةٍ

أغصانَها،

زاويةٌ للأكلِ،

زاويةٌ للرسمِ،

زاويةٌ لقططٍ مغرورةٍ تقدِّسُ النومَ و العزلة،

و في زاويةٍ من المطبخِ الصغير

الذي لا يصلحُ إلاّ لصناعةِ الحلوى

عاشقانِ ذائبانِ

كقطعتيْ سُكَّر

في العناقِ

و الضحك.
--

سوزان عليوان- من ديوان "فلنتخيل المشهد"

Tuesday, September 20, 2005

كان لابد أن أرسم..


وكان لابد أن أرسم لأرتاح أخيرا..

أرسم ملء يدي.. ملء أصابعي. أرسم بيدي الموجودة، وبتلك المفقودة. أرسم بكل تقلباتي، بتناقضي وجنوني وعقلي، بذاكرتي ونسياني. حتى لا أموت قهرا ذات صيف، في مدينة فارغة إلا من السواح والحمام.

وهكذا بدأت ذلك الصباح لوحة لقنطرة جديدة، قنطرة سيدي راشد.


لم أكن اتوقع يومها وأنا أبدأها، أنني أبدأ أغرب تجربة رسم في حياتي، وأنها ستكون البداية لعشر لوحات أخرى، سارسمها في شهر ونصف دون توقف، إلا لسرقة ساعات قليلة من النوم، أنهض غالبا مخطوفا بشهية جنونية للرسم.

كانت الألوان تأخذ فجأة لون ذاكرتي، وتصبح نزيفا يصعب إيقافه.
ما كنت أنتهي من لوحة حتى تولد أخرى، وما أنتهي من حيّ حتى يستيقظ آخر، وما اكاد انتهي من قنطرة، حتى تصعد من داخلي أخرى.

كنت أريد أن أرضي قسطنطينة حجرا.. حجرا، جسرا.. جسرا.. حيّاً حيّاً، كما يرضي عاشق جسد امرأة لم تعد له.

كنت اعبرها ذهابا وإيابا بفرشاتي، وكأنني أعبرها بشفاهي. أقبل ترابها، واحجارها وأشجارها ووديانها. أوزع عشقي على مساحتها قُبلاّ ملونة. أرشها بها شوقا.. وجنونا.. وحبا حتى العرق.
--
من رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي.