Tuesday, September 20, 2005

كان لابد أن أرسم..


وكان لابد أن أرسم لأرتاح أخيرا..

أرسم ملء يدي.. ملء أصابعي. أرسم بيدي الموجودة، وبتلك المفقودة. أرسم بكل تقلباتي، بتناقضي وجنوني وعقلي، بذاكرتي ونسياني. حتى لا أموت قهرا ذات صيف، في مدينة فارغة إلا من السواح والحمام.

وهكذا بدأت ذلك الصباح لوحة لقنطرة جديدة، قنطرة سيدي راشد.


لم أكن اتوقع يومها وأنا أبدأها، أنني أبدأ أغرب تجربة رسم في حياتي، وأنها ستكون البداية لعشر لوحات أخرى، سارسمها في شهر ونصف دون توقف، إلا لسرقة ساعات قليلة من النوم، أنهض غالبا مخطوفا بشهية جنونية للرسم.

كانت الألوان تأخذ فجأة لون ذاكرتي، وتصبح نزيفا يصعب إيقافه.
ما كنت أنتهي من لوحة حتى تولد أخرى، وما أنتهي من حيّ حتى يستيقظ آخر، وما اكاد انتهي من قنطرة، حتى تصعد من داخلي أخرى.

كنت أريد أن أرضي قسطنطينة حجرا.. حجرا، جسرا.. جسرا.. حيّاً حيّاً، كما يرضي عاشق جسد امرأة لم تعد له.

كنت اعبرها ذهابا وإيابا بفرشاتي، وكأنني أعبرها بشفاهي. أقبل ترابها، واحجارها وأشجارها ووديانها. أوزع عشقي على مساحتها قُبلاّ ملونة. أرشها بها شوقا.. وجنونا.. وحبا حتى العرق.
--
من رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي.

7 comments:

Hamed said...

مبروك ياغادة الافتتاح ، فين الدي جي و الحاجة الساقعة ، ولا بلاش دي جي أحسن !
:D
إظاهر إن الرواية ده فعلاً تستاهل الثروة القومية اللي إنتي دفعتيها فيها ..
.. بس جميل اسم البلوج .. كرسي هزاز .. اسم مبتكر ودلالاته لذيذة ..
عقبال مايبقى عندك واحد بجد
:)

Ahmed Shokeir said...

أنا كنت فاكر الأول إنك إنتى اللى عايزه ترسمى

Ghada said...

حامد:
والله كنت بافكر في موضوع الدي جي ده.. بس مش عارفة أنهي أغنية تناسب "هاذوها الحدث الجلل".. أما بخصوص الحاجة الساقعة.. مش بخل ولا حاجة .. بس أنا عارفة إنك مقاطع
:P

الرواية دي بالذات كنز حقيقي.. ما أعتقدش إني احتفلت باكتشافي لعمل أو لكاتب زي ما احتفلت بالرواية دي وبأحلام مستغانمي..

معاك حق.. فكرة الكرسي الهزاز عاملالي قلق في دماغي!
متشكرين على افتتاحك التعليقات يا فندم..
:))

أحمد:
موضوع الرسم ده موضوع كبير الحقيقة.. باشخبط كده على قدي كل ما الغزالة تيجي! .. ما قلتليش عجبتك أحلام؟

Anonymous said...
This comment has been removed by a blog administrator.
بينى و....وبينى said...

غادة أنا لسه متابعة حديثة جدا لمدونتك.ولكن على الرغم من كده أثرتنى.أنتى بتكتبى حلى أوى .وانصحك تنشرى الحجات دى.ومبرروك على المدونة الجديدة

Doaa Ebrahim Aaql said...

جميله جدا مدونتك دى يا غاده انا لسه متابعه جديد اتمنى تزورى مدونتى المتواضعه

داليا محمد said...

الله احلام مستغنمى بقالى فتره بدور على كتابها بس مكسله انزل انا جديده هنا معاكم اتمنالكم التوفيق وربنا معاكم يارب